شرح حديث انما الاعمال بالنيات كامل، الحديث الذي قال عنه الشافعي انو هذا الحديث يدخل في سبعين باب ؟؟ لعظم هذا الحديث وهو بداية لكل عمل يقوم به مسلم من خير وشر وهو مفتاح لقبول الأعمال وكتابتها ولتعلمه فائدة عظيمة في كل أمر تقوم به وقد كان من أوائل الأحاديث في صحيح البخاري وهو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وسنوافيكم بشرح حديث انما الاعمال بالنيات كامل.

شرح حديث إنما الأعمال بالنيات كامل

“إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه” رواه البخاري ومسلم.

هذا الحديث أصلٌ عظيمٌ من أصول الدين و الإسلامُ قائم على أصول و هذا الحديث هو داخل فى جميع أصول الدين.
فلا يوجد فى الدين عمل إلا و تدخله النية و لا يصحُ في الإسلام عمل إلا و تتوفر فيه نية، و لذلك فى الحديث يبين النبي ﷺ أن كل عمل يعمله الإنسان يُحاسب عليه و يجازى بقدر نيته، و يقول إنما الأعمال بالنيات، أى أنه على قدر نيتك بقدر ما يكون عملك.

(و لكل إمرئ ما نوى) أى كل امرئ يجازى على قدر نيته و يُحاسبُ على قدر نيته و يكون ثوابه عند الله و عقابه تنطوي عليه نيته.
و النية هي ما ينطوي عليه القلب حال العمل أو ما يهم به القلب عندما يهم الإنسان بالعمل. أي الشيء الذى يقع في قلبك عندما تنوى القيام بعمل.

فهذا العمل إما أن تعمله لله أو تعمله لغير الله أو تريد به عرضاً من الدنيا أو تريد به شيئاً من الآخرة كل هذا لا يطلع عليه أحدٌ إلا الله و لا يعلمُ ما فى قلبك إلا الله، فيقول الرسول في هذا الحديث ( إنما الأعمال بالنيات ).

أي الإنسان يُحاسب و يُجازى و يأخذُ أجره و ثوابه على قدر نيته و على قدر ما انطوى عليه قلبه حال القيام بالعمل.
( و إنما لكل إمرئ ما نوى )، أي يكون لكل إنسان ما نوى و يُحاسب على ما نوى و يؤجر على ما نوى.
ثم ضرب رسول الله لذلك مثلاً حتى نفهم معنى النية فضرب مثلاً واحداً اختلفت فيه نوايا الناس و بين كيف أن الإنسان يأخذ أجره على قدر ما نواه، ثم ضرب رسول الله على ذلك مثلاً حتى نفهم معنى النية فضرب مثلاً اختلف فيه نوايا الناس و بين كيف أن الإنسان يأخذ أجره على قدر نيته و ليس على قدر عمله و ما انطوى عليه قلبه من النية حال القيام بالعمل.

فضرب النبي مثلاً بالهجرة فقال (فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )، فضرب رسول الله لنا مثلاً بالهجرة رجلان خرجا من دارهما إلى بلدِ واحدة

الأول خرج من داره مهاجراً إلى الله و رسوله، والثاني خرج من داره إلى نفس الدار المهاجر إليها أي خرج مع الاول من نفس، لطريق و يشعر بنفس المشقة و يقاسي نفس التعب و نفس المسافة لكن نيته حال هجرته لأنه كان يريد إمرأة يتزوجها فلذلك يقول رسول الله عن الاول فهجرته إلى الله و رسوله أي أجره و ثوابه على الله و رسوله و الثاني فهجرته إلى ما هاجر إليه يوكل إلى ما ذهب إليه، فيبين أن الطريق واحد و المسافة واحدة و أن الهجرة واحدة لكن اختلف الاجرُ فيها بإختلاف النية.
فمثلاً رجلٌ يضع من العطور الطيبة لأنه يخرج إلى بيت الله فيقول فى نفسه الله أحقُ أن يُتجمل له و الانسان ينبغى أن يكون جميلاً و نظيفاً فى نفسه و ذاته.

ورجل آخر يضع نفس العطر و نفس هذه الروائح الطيبة لكن نيته فيه و هي إغواء النساء أو اضلالهن، فالأول يضع عطراً و الثاني يضع عطراً، لكن الأول يؤجر لأنه نيته فى وضع العطر طيبة، أما الثاني يؤثم لأن نيته فيه خبيثة، و لذلك قال سلفنا رحمة الله عليهم(النيه أبلغ من العمل ).

ربما يعمل المرء عملاً و ربما يسبقه الآخر فى الاجر و مصداقُ ذلك ما أخبر به الرسول لما قال (إنما الدنيا لأربع نفر )
رجلٌ آتاه الله مالاً و علماً فهو ينفق بماله لعلمه فهو بأعلى المنازل، و رجلٌ آتاه الله علماً و لم يؤته مالاً فينظر لصاحب المال الذى يتصدق و يعمل خيرا و يقول لو كان لي كفلان لعملت كعمله، فقال الرسول فهو و نيته هما فى الأجر سواء.

فالرجل الثاني يتساوى في الاجر بالرجل الاول لأن نيته أن يفعل مثله اذا كان معه مال فنية الإنسان تصل ما ليس يصل إليه عمله
فإذا كان الإنسان فينا يعجز أن يعمل عملاً صالحاً فلا يعجز ابداً أن ينوي صالحاً، بأن ننوى العمل الصالح و البر و الخير و الصدقات حتى لو كنا فقراء.

هذا وصل اللهم و زد و بارك على سيدنا محمد و الحمد لله رب العالمين أسال الله العظيم ان يصلح نوايانا ويعجبكم مقال شرح شرح حديث انما الاعمال بالنيات كامل مع تبيين قصة هذا الحديث لكم.